ماد׳ا تواجهين؟
هل تقفين أمام موقع تاريخيّ؟ كيف يمكنك أن تعرفي؟
إذا كان موقعًا تاريخيًّا، من المرجّح أن يكون له اسم وهدف – حديقة وطنيّة، متحف، مركز تراث. سيحتوي الموقع على مراحيض، وتبريد في الصيف أو تدفئة في الشتاء، وربّما كشك أو مقهى أو متجر صغير. ربّما يتعيّن دفع رسوم دخول. شخص ما يجبي الرسوم، وشخص آخر ينظّف هنا، وآخر يبيع المشروبات. هل هناك من يُغلق الموقع كلّ مساء ويفتحه للزوّار كلّ صباح؟
يتمّ بذل هذا المجهود كلّه لأنّ هذا المكان مهمّ، وسردياته التاريخيّة مهمّة. على الأقل، واحدة من هذه السرديات التاريخيّة. ولكن، ماذا كان هنا قبل الموقع؟ ما هو تاريخ الموقع نفسه؟ ربما أنت تقفين أمام لا-موقع. حجر، شارع، مبنى، مشهد. لا توجد لافتة، ولا بوّابة، ولا سياج.
عادةً ليس للّا-موقع حدود متّفق عليها. إنّه ليس محدّدًا. يشير إلينا أنّه لا يوجد هنا أيّ شيء لنهتمّ به. أنّه لا يوجد تاريخ هنا. أو لا يوجد تاريخ مهم. لكنّك توقّفت. شيء يخبرك أنّ لهذا المكان قصّة. الفضاء المحيط مليء بالسرديات التاريخيّة. ربّما ترغبين في الحصول على مزيد من المعلومات هنا. نقص المعلومات موجود هنا – مثل مربّع باهت على حائط تمّت إزالة صورة منه. التاريخ هنا حاضر‑غائب.
لا تنسي: المعرفة قوّة. نقص المعرفة هو فراغ يمكن استغلاله.